السبت، ٢ يونيو ٢٠٠٧


معالم أساسية لانطلاقة الداعية 3-3


دعوة بالوسائل كافة
الداعية الناجح لا يترك وسيلة لعرض دعوته وكسب الأنصار لها إلا استعملها، وهو يستفيد من كل ما أتيح له من وسائل حديثة، ومن مستجدات العصر في الدعوة إلي الله؛ فهو يدعو عبر القنوات الفضائية وعن طريق شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وكل ما يُستجد من وسائل وتقنيات حديثة، ولا يحصر نفسه في دائرة ضيقة من الوسائل، مع الحفاظ على ثوابت الدعوة وأصولها، والداعية الناجح يأخذ بالتنوع في وسائله الدعوية، وبما يتناسب مع الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وشعاره: "أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم".

والداعية الناجح يهتم بالأهداف العامة للدعوة؛ وهي تحقيق "الإيمان العميق والتكوين الدقيق والعمل المتواصل"، ثم يأخذ بالوسائل الأخرى الرئيسة منها والفرعية، ومن ذلك:

وسائل الدعوة المسجدية
والتي تشمل الخطب والدروس والمحاضرات والندوات والمواعظ والرقائق والخواطر والمؤتمرات... وكل ما يندرج تحت المسجد من وسائل وأنشطة دعوية.

وسائل الدعوة الخدمية
وهي من أقوى الوسائل تأثيرًا في الناس؛ ولذلك فإن شعار الداعية الناجح: "نحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب"، والداعية الناجح لا ينسى أن الدعوة الخدمية من أوجب الواجبات وأفضل العبادات؛ لأنها عبادة متعدية بالنفع للغير، وهي الأثر الباقي للداعية بعد موته.

وسائل الدعوة المرئية والمقروءة
وتندرج تحتها وسائل الإعلام الحديثة كلها من صحافة وتلفاز وقنوات فضائية وأجهزة حاسوب وشبكة معلومات، ثم الكتب الدراسية والمطبوعات والنشرات والمطويات والملصقات، ولعل أثر الشيخ "يوسف القرضاوي" على الجماهير المسلمة من خلال القنوات الفضائية يؤكد ذلك، وقد رأينا أثر الملصقات في الجامعات والميادين العامة، وهو يدعو النساء للحجاب فاستجبن لهذه الوسيلة الناجحة.

وسائل الدعوة بالجوارح
وهي وسائل الداعية المتميز، فالنظرة الحانية دعوة، واللمسة الرقيقة دعوة، والبسمة المشرقة دعوة، والكلمة الطيبة دعوة، والاستماع الجيد للآخرين دعوة، ودعاء القلب بظهر الغيب دعوة، وما أقوى أثر الجوارح حين يسخرها الداعية، ويستخدمها كوسائل لدعوته.

وسائل أخرى عدة
من ذلك الوسائل الدعوية التعليمية عبر وسائل التعليم المختلفة، والوسائل السياسية ممثلة في الانتخابات والمؤتمرات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، والوسائل الدعوية الرياضية من خلال الأندية ومراكز الشباب... إلى غير ذلك من الوسائل المتنوعة.

والداعية الناجح لا ينسى أن الدعوة بالقدوة، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والدعوة بالأمل من وسائله الدعوية الأساسية للوصول إلى الجماهير.

أخي الداعية، بهذه المعالم الأساسية الثلاثة من: دعوة الناس كافة، والدعوة للإسلام كافة، والدعوة بالوسائل كافة، تحقق لدعوتك الانتشار والتمكين والعالمية؛ فتصبح الدعوة متوغلة في كل أرض وتحت كل سماء: ?حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ? (البقرة: 193).

وقد قالها الإمام "البنا" للدعاة إلى الله: "سيروا في القرى وطرقات الأرياف، مرة في اليابس ومرة في الطين، وخالطوا هذا الشعب المؤمن، وعندها يفتح الله عليكم".