السبت، ١٣ سبتمبر ٢٠٠٨

مشروع الغنيمة الباردة

رمضان هو شهر النفحات الربانية والفيوضات الإلهية التي تتنزل على عباده المؤمنين، والمسلم حريص على استغلال هذا الشهر الاستغلال الأمثل في طاعة الله، فهو شهر التنافس في الخير والسعي إلى مرضاة الله بكل السبل ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (النبأ:25)، ولا زال نداء المنادي يهتف بك أخي الحبيب "يا باغي الخير أقبل"، وهذه بعض المشاريع الربانية التي تتيح للمسلم أن يحوز على رضا الله وعفوه ومغفرته وجنته ونعيمه يوم القيامة.

تهيئة ربانية

مشروعنا الثاني هو الغنيمة الباردة، والتي سمَّاها العلماء بذلك؛ لأنها لا تحتاج إلى أي جهد ولا هيئة ولا كيفية معينة للقيام بها، بل هي مطلقة، فهي عبادة ليس لها وقت محدد ولا زمان ولا مكان، ولذلك سميت الغنيمة الباردة، فكل ما على المسلم هو أن يذكر الله وقتما شاء وعلى أي صورة كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ﴾ (آل عمران: 191)، وهي الغنيمة الباردة الموصلة للجنة بأيسر السبل كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم حينما سأله عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما "ما غنمية مجالس الذكر؟ قال: غنيمة مجالس الذكر الجنة"، وتأتي أهمية هذا المشروع الرباني، من أمر الله الواضح للمؤمنين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)﴾ (الأحزاب).

ومما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت"، ولقوله أيضًا "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرَّت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها".


أهداف المشروع:

يحقق هذا المشروع عِدة فوائد وأهداف في آنٍ واحدٍ ذكر ابن القيم أنها تتعدى المائة فائدة للمسلم، ولكننا نركز هنا على نقطتين اثنتين نحسب أنهما الأشد حاجةً اليهما في حياتنا الدنيا:

1- الحفاظ على خُلق المؤمن وتجنب خلق المنافق: فقد فرَّق القرآن بين المؤمنين والمنافقين في صفات محددة؛ حيث قال ربنا تبارك وتعالى في صفات المنافقين: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)﴾ (النساء)، فهم أي المنافقين يذكرون الله ولكن قليلاً، أما المؤمنون فهم الذين قال الله فيهم ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ (الأحزاب: من الآية 35)، ولذلك قال الحبيب- صلى الله عليه وسلم- في ذلك: "اذكروا الله ذكرًا حتى يقول المنافقون إنكم مراءون" (أخرجه البيهقي)، وقوله أيضًا "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون" (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه).

2- الدخول في معية الله وفضله: حيث يقول عزَّ وجل في الحديث القدسي: "... وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه...".

فكرة المشروع

تتمثل فكرة المشروع في إعانةِ المسلم على الوصول إلى أداء 100 ألف ذكر وتسبيحة لله تبارك وتعالى خلال هذا الشهر الكريم، ليكون في عدادِ الذاكرين الله كثيرًا الذين أثنى الله عليهم في كتابه، وليكون في معية الله كما جاء في الحديث "أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه".

وفكرة الـ 100 ألف تسبيحة خلال الشهر تتواكب مع المسبحة الألفية، والتي بها عداد جانبي من عشر حبات، وكيفية التسبيح بها على النحو التالي، حين تنتهي من الـ 100 تسبيحة تسحب واحدة من العشر حبات الجانبية، وهكذا كل مائة تسبيحة حتى تتم العشرة الجانبية فتكون قد أتممت ألف تسبيحة، وعندئذ تمرر هذا العداد الجانبي نفسه من فوق حبة من حبات المسبحة الأصلية ذات المائة حبة، دلالة على أنك قمت بألف تسبيحة، ثم تعيد الكرة مع كل ألف، فإذا انتهيت من تحريك العداد من فوق حبات المسبحة الأصلية تكون قد قمت بـ 100 ألف تسبيحة تامة.


كيفية التنفيذ:

يتطلب هذا المشروع من المسلم آلية في التنفيذ يجب أن يحافظ عليها طوال الشهر الكريم، حتى يدخل في معية الله وحتى يحيي قلبه، وحتى يخنس عنه الشيطان، مع ضرورة توفر النية الصادقة الخالصة لله تبارك وتعالى من وراء ذلك كله.

وخطوات تنفيذ المشروع على النحو التالي:

1- اقتناء المسبحة الألفية فهي من أكبر الوسائل المعينة على ذكر الله.

2- الحد الأدنى المطلوب منك يوميًّا هو 4000 تسبيحة حتى تستطيع أن تنجز الـ 100 ألف في الشهر، وقد جُرِّب هذا الأمر مع بعض المسلمين فجلسوا 5 دقائق في ذكرٍ فردي وكانت نتيجة الـ5 دقائق أن ذكروا الله ما بين ( 250 : 300) تسبيحة، مما يعني أنَّ الساعة الواحدة يمكن أن تذكر الله عزوجل فيها أكثر من 3000 تسبيحة، وما ذلك عليك بعزيز، ولكن أخلص النية وسيعينك ربك.

3- لا بد من تنوعِ الذكر ما بين التسبيح (سبحان الله- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) والتحميد (الحمد لله) والتهليل (لا إله إلا الله) والتكبير (الله أكبر) وبين الاستغفار بأية صيغة وبين الصلاة على الحبيب بأية صيغة، وبين قول "لا حول ولا قوة الا بالله" وقول "حسبنا الله ونعم الوكيل" وقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وغير ذلك مما يتسنى لك من الذكر الثابت.

4- ضرورة الاستغلال الأمثل للوقت فتلك العبادة ليس لها وقت محدد ولا زمان ولا مكان، أوقات الفراغ، والأوقات البينية، وأوقات الانتظار، ولحظات الاسترخاء... إلخ.

5- اجعل لك ذكرًا وتسبيحًا دُبر كل فعلٍ تقوم به، ودُبر كل صلاة، وقبل النوم وبعده، وفي الأوقات البينية وبين الأعمال الحياتية، وفي اثناء الخروج والدخول من البيت أو العمل أو محل الدراسة، وفي أثناء السير، والأعجب من ذلك أن تذكر الله مع كل حركة تقوم بها أثناء عملك، فالتوقيع على الأوراق للمدير باليد معه ذكر باللسان، تصحيح الأوراق والدفاتر للمعلم باليد معه ذكر باللسان... إلخ، وهكذا كل الأعمال اليومية اليدوية تنجز ومعها يكون اللسان ذاكرًا لله.

6- للأخت المسلمة وللمرأة المؤمنة أن تستغل أوقاتها بالشكلِ الطيب في ذكر الله، وقد كان هناك مشروع للذكر يُسمَّى "الطهي والتسبيح" بأن تجعل وقفتها في المطبخ لإعدادِ طعام الإفطار فرصةً ذهبيةً لذكر الله وتسبيحه مع كل حركةٍ تقوم بها أثناء الطهي، فاليد تقطع أو تغسل أو تقلي أو تطبخ واللسان ذاكر لله في نفس الوقت.

7- هذه الأذكار لا يدخل فيها أذكار الصباح والمساء ولا أذكار ختم الصلوات، بل هي فوق ذلك.

8- لا تنسى أن تشرك معك غيرك في هذا الذكر، سواء كانوا أهل بيتك، أو إخوانك وأحبابك، ولا مانع من كون الذكر جماعيًّا لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطرق يتلمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟ فيقولون: "سبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك..".


ومن خلال الخطوات السابقة للمشروع يجد المسلم نفسه قد تمكَّن بفضل الله من ذكر الله أكثر من 100 ألف مرة خلال هذا الشهر الكريم، ودخل بذلك في عداد الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وتذكر أخي المسلم حساب الحسنات ، فإذا كانت الحسنة بعشر يكون لك مليون حسنة ، وفي رمضان تضاعف الحسنات ب 70 ضعف فيكون إجمالي حسنات المسلم 70 مليون حسنة، ولا تنسَ أخي الحبيب استحضار القلب مع ذكر اللسان، حتى تعتاد على الذكر القلبي بعد الذكر اللساني، والله أكبر ولله الحمد.

الثلاثاء، ٩ سبتمبر ٢٠٠٨

القرآن مشروعك الرباني في رمضان



تهيئة المشروع :

إن أروع ما في رمضان الصيام ، وفاكهته التراويح والقيام ، وبساتينه بيوت الرحمن، وعطره الفواح تلاوة القرآن ، وأنواره ملائكة الرحمن وهي تحف المؤمنين بالاستغفار والدعاء لهم ، ولقد جعل الله شهر رمضان مقترناً بالقرآن الكريم فقال " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" وقد حثنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على العيش مع القرآن فقال : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " ، فهذا مشروع القرآن الكريم موجه إلى أمة القرآن لتكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .


هدف المشروع :

يأتي هذا المشروع بهدف الاستفادة القصوى والاستغلال الأمثل لنفحات الشهر الكريم ، بوضع خطة للتعامل مع القرآن ، في محاولة للتخلص من كافة أنواع هجر القرآن الخمسة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله ، وهي :

· هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .

· هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .

· هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم .

· هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .

· هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى : "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" أ هـ.


اقرأ وتدبر واعمل :

للمسلم مع القرآن أحوال شتى وأنواع عدة من الأوراد التي يجب القيام بها ، ولا ينبغي أن يحصر نفسه في ورد واحد يركز عليه دون غيره ، ولقد روت أم الحسن البصري عنه أنه كان إذا فتح المصحف ، رأت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان ، ومن هذه الأوراد :

· ورد التلاوة : بالمداومة على قراءة القرآن، والتزام ورد يومي وإن قلّ، وتجنب هجران القرآن ونسيان تلاوته، قالصلى الله عليه وسلم "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" ، وقال سيدنا عثمان بن عفان "لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن " وتذكر قول أنس بن مالك رضي الله عنه :"رب تال للقرآن والقرآن يلعنه " وتذكر أيضا مقولة ابن مسعود " ولا يكن هم أحدكم آخر السورة "، فهي تلاوة ولكنها ليست مفصولة عن التدبر والفهم.

· ورد النظر : فهي عبادة تختلف عن عبادة التلاوة ، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: أعطوا أعينكم حظها من العبادة . قالوا: وما حظها من العبادة؟ قال: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه رواه البيهقي، وقال عثمان بن عفان "وإني لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظر في المصحف " وقد قال ابن مسعود : "أديموا النظر في المصحف" ، فهو ورد يجعلك على اتصال دائم بكتاب ربك ولو نظراً.

· ورد السماع : قال تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون " وقال أيضا "وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" وقال صلى الله عليه وسلم " ولكن أحب أن أسمعه من غيري " ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن " تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم " كما قالت السيدة أسماء ، فيجب علينا أن نخصص وقتا لسماع القرآن

· ورد الحفظ : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن "، وقال بعض السلف لأحد طلابه: أتحفظ القرآن ؟ قال:لا، قال : مؤمن لا يحفظ القرآن، فبم يتنعم وبم يترنم وبم يناجي ربه تعالى !؟

· ورد التدبر : لقوله تعالى" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " ، فالتدبر هو الطريق لإحياء القلوب وإستشعار حلاوه الخطاب القرآنى ، وعن عوف بن مالك قال: قمت مع النبي ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوّذ" ، قال السيوطي في صفة التدبر "أن يشغل القارئ قلبه بالتفكر في معنى ما يتلفظ به فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي" ، ولذا نقترح عليك أخي الحبيب أن تجعل لك ورداً للتدبر يتمثل في آية واحدة كل يوم ، أو سورة واحدة كل شهرٍ أو عامٍ على حسب قصرآياتها.

· ورد العمل : وهو أقوى الأوراد وأصعبها على النفوس ، حيث ينتقل المسلم من مجرد التلاوة أو الحفظ أو السماع أو التدبر إلى العمل والتنفيذ والتطبيق العملي لأحكام القرآن بكل جوارجه ، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون " ، وخلاصة ذلك أن يكون القرآن دليلاً عملياً لحياة المسلم في يومه بنهاره وليله .

· ورد الدعوة به وإليه ، بأن يتحرك المسلم داعيا إلى الله بهذا القرآن ، يحث الناس على تطبيق أحكامه والتحاكم إليه وعودة القرآن لمنصة الحكم لتكون الحاكمية العليا له ، وليرفع القرآن دستوراً للزمان والمكان والأرض والإنسان .


بنك المليار حسنة :

هو بنك القرآن الكريم وتلاوته، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول : ألم حرف و لكن أقول ألف حرف و لام حرف و ميم حرف" ومن خلال حسبة بسيطة ندرك مدى ما يمكن أن نكتسبه من حسنات في هذا الشهر الكريم إذا حافظنا على تلاوة القرآن وختمه فيه ، فحروف القرآن كما ذكر ابن كثير تفوق " 321 " ألف حرف ، فالختمة الواحدة تعدل 3.21 مليون حسنة ، وفي رمضان تضاعف 70 ضعفا فتكون 224.7 مليون حسنة ، فإذا ختم المسلم في الشهر 3 مرات تقترب محصلة حسناته من المليار حسنة(674 مليون حسنة ) ، فهو بنك لا تتوقف حسناته بل في ازدياد ونماء ، والله يضاعف لمن يشاء ، هذا فقط ثواب التلاوة ، فكيف هو ثواب النظر إليه وثواب تدبره وثواب العمل به والدعوة إليه.


آلية التنفيذ :

بأن تجعل لك أخي الحبيب وِرْداً يوميا تتلو فيه القرآن لا يقل عن جزء، ولا تبدأ عملك اليومي إلا بعد الانتهاء من وردك القرآني ، وبإمكانك أن تختم في الشهر ثلاث أو أربع مرات ، ومن أفضل صور تنفيذ هذا الورد :

· الأولى : أن تقرأ الورد القرآني مع صلاة الفجر كل يوم ، أو أن تجعل لك نصف حزب مع كل صلاة ( فجر - ظهر – عصر – عشاء) .

· الثانية : أن تجعل لك ورد قرآنٍ في المواصلات التي تستنزف منا يومياً أكثر من ساعة .

· الثالثة : أن تجعل لك ورد استماع وتدبر من خلال صلاة التراويح والقيام .

· الرابعة : أن تجعل لك ورد سماع قرآني من خلال إذاعة أو تليفزيون أو كاسيت .


ضمانات النجاح :

· إخلاص النية لله عز وجل وإصلاح القصد ، مع وجود الدافع الذاتي والهِمَّة العالية .

· لا يشغلنك الحفظ عن التلاوة، فإن التلاوة وقود الحفظ .

· عليك بالصاحب الذي يساعدك على تنفيذ المشروع ، واجعل بينك وبينه تنافساً ربانياً.

· اختر الزمان والمكان المناسبين للحفظ أو التلاوة أو التدبر.

· ابدأ بما تقدر عليه ، وسدد وقارب ولا تيأس .

· عندما تختم القرآن ، فاحشد له فإن ختمة القرآن مشهودة ، فاجمع أهل بيتك أو أحبابك ، فقد روى الدارمي : "كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا بهم".


أخي الحبيب .. هذا القرآن يناديك في شهر القرآن ، وبقدر إقبالك على القرآن يكون إقبال الله تعالى عليك، وبقدر إعراضك عن القرآن يكون إعراض الله تعالى عنك ، وإنما يكون حظك من جنة النعيم بقدر حظك من القرآن ، فقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، وقال خباب بن الأرت لرجل : "تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تقرب إلى الله تعالى بشيء هو أحب إليه من كلامه " جعل الله القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا ودستور حياتنا ومصدر عزتنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا .


الأحد، ٧ سبتمبر ٢٠٠٨

مشاريع ربانية في رمضان

1- مشروع الـ 3000 سجدة

رمضان هو شهر النفحات الربانية والفيوضات الآلهية التي تتنزل على عباده المؤمين، والمسلم حريص على استغلال هذا الشهر الاستغلال الأمثل في طاعة الله، فهو شهر التنافس في الخير والسعي إلى مرضاة الله بكل السبل ﴿وَفِيْ ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (المطففين: 21) ولا زال نداء المنادي يهتف بك أخي الحبيب "يا باغيَ الخير أقبل"، وهذه بعض المشاريع الربانية التي تتيح للمسلم أن يحوز على رضا الله وعفوه ومغفرته وجنته ونعيمه يوم القيامة.

تهيئة

الصلاة سر بين العبد وربه

لعلك تدرك أخي الحبيب أن الصلاة التي شرعها الله سبحانه وتعالى هي شبكة الاتصال التي تسري ما بين العبد ومولاه سبحانه وتعالى، وإذا بقيت شبكة الاتصال هذه ساريةً بين العبد ومولاه وخالقه صلح أمره وصلح أمر الأمة إن كانت منضبطة بهذا الأمر، والعكس صحيح.

والله عز وجل حين دعانا في كتابه لم يدعُنا إلى الصلاة بل إلى إقامتها، أي إلى تنفيذها على النهج الذي أمر الله سبحانه وتعالى من حيث الكيفية، ومن حيث الميقات، ومن حيث الخشوع وإتمام قيامها وركوعها وسجودها، وقد وردت آيات كثيرة تبين لنا منزلة الصلاة في الإسلام، قال تعالى ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتًا﴾ (النساء:103) وقوله ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ﴾ (البقرة:45) وقوله ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ (طه: 14) وقوله ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ (طه:132).

أهمية المشروع

تأتي أهمية هذا المشروع الرباني والذي قدمانه على غيره من المشاريع الربانية الأخرى لما رواه الإمام مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: "كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي: "سلني، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أوَغير ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود" ولما رواه الإمام مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، فقال: "عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً وحط بها عنك خطيئة".

فكرة المشروع

تتمثل فكرة المشروع في إعانة المسلم على الوصول إلى أداء 3000 سجدة لله تبارك وتعالى خلال هذا الشهر الكريم؛ ليكون في عداد الركَّع السجود الذين أثنى الله عليهم في كتابه، وليكون في عداد أولياء الله الذين ذكرهم الله في حديثه القدسي بقوله: "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه".

وفكرة الـ3000 سجدة تعني أداء المسلم لـ 1500 ركعة صلاة في هذا الشهر الكريم، بمعنى أن يؤدي لله كل يوم وليلة 50 ركعة، فهو مشروع الخمسين ركعة كل يوم وليلة.

كيفية التنفيذ

يتطلب هذا المشروع من المسلم آليةً في التنفيذ يجب أن يحافظ عليها طوال الشهر الكريم، حتى ينال الأجر كاملاً من الله تبارك وتعالى، وحتى يصل إلى درجة الولي الذي أحبه الله، وحتى يصل إلى صحبة الحبيب ومرافقته في الجنة، مع ضرورة توفر النية الصادقة الخالصة لله تبارك وتعالى من وراء ذلك كله.

وخطوات تنفيذ المشروع على النحو التالي:

1- المحافظة على أداء الفرائض (17 ركعة): وذلك من خلال نقاط هامة تتمثل في (أداء الصلوات الخمس في جماعة- وفي المسجد- وفي الصف الأول- وإدراك التكبيرة خلف الإمام) وبذلك تكون من المحافظين على الصلاة بحقها، حتى نحقق قول الله تبارك وتعالى ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى وقُومُوا للهِ قَانِتِيْنَ﴾ (البقرة: 238).

2- المحافظة على السنن الراتبة (12 ركعة) والتي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم محافظته عليها بشكل راتب يومي، وهي ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.

3- أداء صلاة التراويح (8 ركعات) في المسجد وفي جماعة ليزيد الأجر وتتضاعف الحسنات، ويقع التأثر في قلبك أخي الحبيب من خلال الصلاة في مسجد يقرأ بجزء كل ليلة.

صلاة التراويح (أرشيف)

4- أداء بعض السنن شبه المؤكدة، الوتر (3 ركعات) الضحى (ركعتان على الأقل) لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال "أوصاني خليلي بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد".

5- المحافظة على السنن التي لها سبب، مثل سنة الوضوء كما كان يفعل بلال رضي الله عنه، وسنة دخول المسجد، وسنة ما بعد الأذان كما أخبرنا الحبيب "بين كل آذنين ركعتا صلاة لمن شاء"، وغير ذلك من السنن.

6- أداء سنة العصر لمن شاء (4 ركعات) لقوله صلى الله عليه وسلم "رحم الله رجلا صلى قبل العصر أربعًا".

7- أضف إلى ذلك ما طاقت نفسك واشتاقت إليه من نوافل الصلاة وقتما تشاء صباحًا ومساءً في غير أوقات الكراهة، وبخاصة قيام الليل والتهجد لقوله تعالى ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهجّدْ بِهِ نَافلَةً لَكَ..﴾ (الإسراء: 79).

ومن خلال الخطوات السابقة للمشروع يجد المسلم نفسه قد تمكن بفضل الله من أداء أكثر من 50 ركعة كل يوم وليلة؛ مما يعني دخولك أخي الحبيب في وصف الركع السجود، ولا تنسَ أخي الحبيب استحضار القلب والخشوع التام وقت الصلاة.

وتأمل أخي حال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتُها، وكان بعض السلف إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته، ولا تنسَ المناجاة والدعاء أثناء السجود فإنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما أخبرنا الصادق المصدوق.

الخميس، ٤ سبتمبر ٢٠٠٨

الحمد لله الذي بلغنا رمضان


أخبرنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بلي- وهو حي من قضاعة- قتل أحدهما في سبيل الله ، وأخر الآخر بعده سنة ثم مات ، قال طلحة : فرأيت في المنام الجنة فتحت ، فرأيت الآخر من الرجلين دخل الجنة قبل الأول ، فتعجبت . فلما أصبحت ذكرت ذلك ، فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس قد صام بعده رمضان ، وصلى بعده ستة آلاف ركعة ، وكذا وكذا لصلاة السنة ؟ " وهكذا تمضي بنا الايام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور ، ويأتينا رمضان عاماً بعد عام ، يزيد في حسناتنا ويرفع درجاتنا عند الله ، فنجد أنفسنا تردد بقوة " الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان.


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر تسمو فيه النفس، وتتطلع إلى مرضاةِ الله عزَّ وجل ، وهو موسم للخيرات والمغفرة والرحمة والعتق من النار، وهوشهر الإيمان والتقوى والبعد عن المعاصي " لعلكم تتقون "،وهو شهر العبادة (صيام- قيام- قرآن- صلاة- اعتكاف-...) والنفوس مهيئة لذلك، وهو شهر التكافل ووحدة الأمة وصلة الأرحام ومواساة الفقراء وإطعام المساكين وتفطير الصائمين، وهو شهرالتهادي والتزاور، وهو شهر الجهاد والنصر والتغيير والإصلاح، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهرالاجتماع حول مائدة القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وحفظاً وسماعاً، وفيه عمارة بيوت الله بالقرآن صلاة وتلاوة ودعوة وتبليغاً؛ حتى ينصلح الناس والمجتمع بالقرآن، وصدق الله حيث قال " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " ، ولذلك رأينا تنافس الناس فيه على ختم القرآن وتلاوته وتدبره بحب وشغف ونهم ، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر نسمو فيه بأنفسنا، ونطهرها من ذنوبها وآثامها، ونكفرعنها سيئات عامها المنصرم ، ونتطلع بها إلى مرضاةِ الله عزَّ وجل ومغفرته وعفوه وجود كرمه ، ولنكسر المادية الطاغية في حياتنا بالعودة إلى الروحانية والربانية ، وقضاء الشهر في الإقبال على الله، ولنشهد الله على أننا أمة قوية قادرة على كسر شهواتها وملذاتها ، وهي تمتنع في الشهر الكريم عن الحلال المباح ناهيك عن الحرام ، وهذا هو مقصود الصيام في شهر رمضان ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر نسعى فيه أن نصلح الدنيا بالدين ، ونجمع قلوب الناس حول دعوة الخير، دعوة الطهر والرشاد ، دعوة الهداية والنجاة ، دعوة الإصلاح والتغيير، وهو شهر الكسب الدعوي وشهر الإصلاح امتثالا لقول الحبيب " من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة " ولقوله " لئن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس" ، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر الفوز بمضاعفة الجزاء والثواب على الصالحات، وغفران الذنوب ومحو السيئات، وتطهير أنفسنا من الأوزار والأدران، وصدق الحبيب حيث قال : " رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن " وفي ذلك إشارة إلى رحمة الله بنا وفضله علينا ونعمه المعنوية والمادية التي تنهمر علينا بغير حساب، تلك النعم التي تفجر في قلوبنا مشاعر الحب له والرجاء فيه والحياء منه سبحانه وتعالى ، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر الصيام والقيام نحقق فينا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقوله " من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" ؛ ففي ذلك زاد للأرواح وغذاء للنفوس وشفاء للصدور، من خلال تذوق حلاوة الطاعة والعبادة في الصيام والقيام وكثرة الخطى إلى المساجد واصطفاف الأقدام في الصلوات في الفرائض والنوافل والتراويح والتهجد وحضورالقلب و خشوعه، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " فهو شهر الهجر والخصام والمقاطعة التامة لكل ما تميل إليه النفس من شهوات ورغبات وأهواء وأمنيات وإن كانت مباحة، بدءاً من الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع ومروراً بقطع طل الشهوات، وهو شهر مجاهدة للنفس ومدرسة للتربية والتهذيب والتقويم وإصلاح النفس ، ويأتي اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ليحقق تلك النقلة في حياة المسلم ، فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


" الحمد لله الذي بلغنا رمضان " ففي كل ما سبق دلالة على حب الله لنا بأن جعلنا ندرك شهر رمضان، إضافة إلى أنه سبحانه وتعالى أعد لنا جناته وفتحها لنا في رمضان وأغلق أمامنا أبواب النار وصفد لنا الشياطين، " والمنادي ينادي علينا " يا باغي الخير أقبل "، لننال فيه رحمات المولى عزوجل ومغفرته وعتقه لرقابنا من النار، فشهر رمضان ” أوله رحمه أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار" ، ولننال نظر الخالق لنا في أول ليلة من لياليه " ومن نظر الله إليه لم يعذبه " فاللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان .


الثلاثاء، ٢ سبتمبر ٢٠٠٨

جدول محاسبة رمضان

من منطلق قوله تعالى " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا "
ومن باب "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .."
نقدم هذا الجدول والذي يعيننا جميعا على طاعة الله ، وأتمنى من الجميع أن يستخدمه خلال هذا الشهر الكريم
والله أسأل أن يعيننا على تنفيذ هذه الأعمال طاعة لله ..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


حمل من هنا :

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠٠٨

برنامج العشر الأوائل من رمضان

مشاريع ربانية في رمضان
برنامج العشر الأوائل من رمضان



بين يدي المشروع
:
أخي الحبيب .. يقول الحسن البصري : ( إن الله عز وجل جعل رمضان مضماراً
لخلقه يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا , وتخلف آخرون فخابوا , فالعجب من الضاحك اللاهي فى اليوم الذى يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون ) فهاهو السباق قد بدأ أخي الحبيب ، فانظر أين تجد نفسك ومع أي فريق أنت ؟ ولا تفوتك وصية بن سيرين حينما قال : ( إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً جعل له واعـــــظاً من قلبه يأمره وينهاه )

شعار المشروع : ( لن يسبقني إلى الله أحد
)

لماذا المشروع ؟

دعاء ورجاء طمعا أن يشملنا الله برحمته في عشر الرحمة
.
نداء وحداء حرصا على تقوية ربانيتنا والتي هي زادنا ووقود حركتنا الدعوية والتربوية

استغاثة وتضرع إلى المولى عساه أن يدخلنا في عداد ( ورحمتي وسعت كل شئ
)

فكرة المشروع :

تقسيم أعمال الفرد خلال الشهر على 3 مراحل عشرية ، وفق محاور العمل الفردية والأسرية والجماعية والمجتمعية بما يحقق الاستفادة القصوى والاستغلال الأمثل لنفحات الشهر الكريم ، ووضع خطة لذلك ، مع إعداد كل ما يلزم للتنفيذ من ( المصحف وحامله المعدني – الأوراد – المسبحةالسواك – كتيبات ومطويات رمضان .... الخ )

أهداف المشروع
:
أن نحسن استغلال الشهر كما يحب ربنا ويرضى
.
أن نخرج من رمضان وقد رحمنا الله برحمته الواسعة

أن نحقق الانفتاح على المجتمع بما يتناسب مع طبيعة الشهر
.

آلية تنفيذ المشروع
:

1-
أعمال فردية
:
المسارعة بالتوبة الصادقة ، وتكرارها كل يوم وليلة

تجديد النية لله في كل قول وعمل ، واستحضار أكثر من نية في العمل الواحد
.
الاكثار من الدعاء " اللهم بلغنا رمضان
"
إحياء أول ليلة من رمضان
.
أحدث عملا صالحا ( خبيئة بينك وبين ربك
) .
الالتزام الكامل بالأوراد والأذكار والاجتهاد في ضبط النوافل وإحسانها
.
عمل ورد محاسبة يومي
.
قيام يومي فردي في البيت ( أقله ركعتان ) قبيل الفجر
.
الالتزام الكامل بواجبات رمضان والأوراد والأذكار
استهداف صفة سيئة لتغييرها
.
الاجتهاد لختم القرآن مرة خلال العشر
.

2-
أعمال مع البيت
:
صلاة ركعتين مع الزوجة والأولاد يوميا مع الالحاح في الدعاء والذكر
.
حل أي مشكلة عالقة بينك وبين زوجتك وأولادك أنت تعرفها خلال هذه العشر

إنتظام لقاء البيت المسلم الاسبوعي ، والتقاء الأسرة مجتمعة على وجبة يوميا ( الافطار أو السحور
)
اصطحاب الزوجة والأولاد لصلاة التراويح بالمسجد يوميا بقدر الإمكان
.
حجة وعمرة تامة تامة مرة واحدة ( من الفجر إلى الضحى
)
الافطار معهم 5 أيام على الأقل خلال العشر


3-
أعمال مع الصالحين
:
الدعاء لأخ بظهر الغيب مع كل دعاء

زيارة أستاذ والاستفادة من صحبته ومرافقته وتلمس الزاد عنده

الإفطار سويا مرة ، سواء كان بالمسجد أو بالبيت
.
إشاعة روح التكافل والتراحم بين الإخوان
.
الالتقاء قبيل الفجر في المسجد وأداء صلاة التهجد معا ( مرتان على الأقل
) .
الاعتكاف ليلة واحدة قبيل المغرب وحتى الفجر
.

4-
أعمال مع المجتمع العام
:
عمل إفطار مجمع مع سكان العمارة ويعقبه لقاء إيماني وتواصل أسري بينهم
.
المشاركة في عمل صالون مجمع ثابت إسبوعيا
.
التصدق علي أسرة فقيرة
.
تعميم التبرع بافطار يوم لفلسطين على كل من تعرف وتخالط ، وابدأ بنفسك
.

ضمانات نجاح المشروع :

• التعاون مع إخوانك في تنفيذ المشروع بشكل جماعي
مشاركة المجتمع معنا ، فرب مبلغ أوعى من سامع
.
الدعاء والتوسل إلى الله بأن يعيننا على تنفيذ المشروع كما ينبغي

جدد النية والعزم دائما ، واستشعر أن نية المرء أبلغ من عمله
.
اجتهد أن تنفذ المشروع بكل عناصره ، وإلا فابدأ بما تقدر عليه ، وسدد وقارب ولا تيأس ،


توصيات خاصة بالبرنامج
:
1. التركيز علي البعد الفردي لكل أخ علي حدة، وتعدد النوايا و إحسان الأعمال

2.
تبني كل أخ وبشكل فردي لقضية يعيش معها في رمضان " القرآن – التراحم - القيام " كمشروع مطلوب إنجازه
.
3.
الانفتاح التام على المجتمع وتفعيل الآخرين



فهلا قدمنا بين يدي ربنا ما يثبت أن الصلاة قرة أعيننا
!!
(
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلاً
)