الخميس، ٢٦ مايو ٢٠١٦

خماسية التربية المنشودة

إن نجاح التربية في تحقيق اهدافها في المتربي يعني نجاح الجماعة في أولى مستهدفاتها ومراتب عملها السبعة .. ومظاهر نجاح التربية في أفراد الصف الإخواني تتمثل في هذه الخماسية المنشودة التي يجب أن يعمل كل المربين والدعاة والمخلصين على تحقيقها، يبذل كل واحد جهده وفق مسارات الجماعة المتعددة التي تحقق التكامل التربوي : 
(1) : إيمانية النفس : وهو أول ما يجب أن تركز عليه العملية التربوية .. نفس مؤمنة ترضى بقضاء الله وتقنع بعطائه وتثق فيه وفي نصره وتأييده .. إيمان لا تشوبه شائبة ضعف ووهن أو تشكيك وطعن أو فقدان أمل وثقة 
(2) قرآنية العقل
: بناء عقلاني للنفس بتحريره من أسر الجمود أو التقليد الأعمى أو اغتراب الزمان والمكان .. واتباع لمنهجية القرآن ( يسمعون – يعقلون – يتفكرون – أولي الألباب ... ) ولكن عقلانية القرآن العملية الإيجابية دون الانحراف به إلى فلسفة المنظرين أو جدلية السوفسطائيين .. 
(3) ربانية الخلق :
ربانية تحكم الخلق والسلوك الإنساني حتى تتحقق مكارم الأخلاق ( القرآنية – النبوية – الفطرية ) بلا انحراف أو تنازل أو تأثر بمساوئ المجتمع المعاش 
(4) إيجابية الحركة
: حركة إيجابية بناءة في المجتمع تؤثر فيه ولا تتأثر به .. حركة توظف كل طاقات الفرد في إصلاح وتغيير المجتمع وتأخذ بأيدي الجميع إلى الله .. وتقارع الباطل وأهله .. وتواجه الفساد والمفسدين وتعمل على إقامة شرع الله والاستخلاف في الأرض . 
(5) أسلمة الواقع
: بأن يجعل الفرد الإسلام واقعا عمليا يعيشه في محيطه ومجتمعه الصغير.. فيمثل الإسلام كقدوة عملية ويطبقه في دوائره القريبة ومسارات حياته بين ( الأهل – الجيران – العمل – الدراسة ... )
تلك هي خماسية التربية المنشودة التي يجب أن يسعى لها المربون والمخلصون في دعوة الله حتى نوجد جيلا قرآنيا جديدا كالجيل الفريد الذي رباه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. بغير ذلك لا قيام لدولة الإسلام " أقيموا دولة الإسلام في أنفسكم تقم على أرضكم "

الخميس، ١٩ مايو ٢٠١٦

كيف نفهم دعوة الإخوان ؟

(1) :
هل يمكن أن تجمع دعوة الإخوان بين الثابت والمتغير ؟ هل يمكن أن يكون في دعوة الإخوان شئ من المرونة في التعامل مع الواقع ؟ أم أنها لا بد وأن تكون في كل أمورها تعتمد على الموقف الواحد الذي لا يقبل التغيير ؟ هل يمكن أن تتراجع دعوة الإخوان خطوة او خطوات للخلف من أجل الحفاظ على مكتسباتها والخروج بأقل الخسائر من أي مواجهة ؟
ونجيب عن ذلك بسرد تلك النقاط عن دعوة الإخوان :
** تجمع دعوة الإخوان بين ما هو ثابت وما هو متغير
** دعوة الإخوان لديها مرونة في مواجهة الواقع ومستجداته
** لكن هناك فرق كبير بين المرونة فى مواجهة الواقع، وبين التراجع الذي يؤدي إلى تجاوز الثوابت
** هناك فرق كبير بين التماس الرخص والهزيمة أمام الواقع وبين الثبات على مبادئنا ومنهجنا
** الإخوان أصحاب دعوة ومن شأن أصحاب الدعوات أن تموت فى سبيل مبادئها
** من سنن الله الكونية سنة التدافع بين الحق والباطل والتي لايجب الهروب فيها من تلك المدافعة أو المواجهة او التراجع أمامها .. بل تقدير للواقع بأن تكون متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة
** منهج أصحاب الدعوات عند التدافع يتمثل في الثبات مع الجهد البشري توكلاً واعتماداً على الله ويقيناً بنصره وتأييده ورد الأمر كله إليه
** قد يسكت الناس عن إعلان مبدأ وموقف يفرضه الإسلام، أما الجماعة فلا يمكن أن تسكت أو تتنازل مهما كانت التضحيات
** المرونة تكون فى الوسائل وتقدير الموقف المناسب لها وليس فى المبادئ والتنازل عنها
** دعوة الإخوان لا تهتز مفاهيمها أو مبادئها أو ثوابتها تحت أىّ ضغط أو مقابل أىّ إغراء
** لا يقيس الإخوان أنفسهم بغيرهم أو يظنوا أن دعوتهم مثل باقى الدعوات الأرضية فينهجوا نهجها
يقول الإمام البنا رحمه الله " إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة مبدأ" ويقول أيضا " إن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من أحاطها من كل جوانبها ووهب لها ما تكلفه إياه من نفسه وماله ووقته وصحته" ويكمل قوله " فهى دعوة لا تقبل الشركة، إذ أن طبيعتها الوحدة، فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به " رسالة دعوتنا
أعجبني
تعليق

الجمعة، ٨ أبريل ٢٠١٦

ياباغي الخير أقبل :


هاهي أيام الخير أقبلت بقدوم شهر رجب .. وهذا برنامج مبسط للتهيئة الإيمانية التعبدية خلال شهرى رجب وشعبان استعداداً لرمضان :
**التوبة الصادقة أولاً، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي وترك المنكرات، والإقبال على الله، وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية.
** الإكثار من الدعاء "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " ؛ فهو من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية.
** الإكثار من الصوم ؛ تربيةً للنفس واستعدادًا للقدوم المبارك .
** العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
** تذوَّق حلاوة قيام الليل من الآن بقيام ركعتين كل ليلة بعد صلاة العشاء، وتذوَّق حلاوة التهجد والمناجاة في وقت السحَر بصلاة ركعتين قبل الفجر مرةً واحدةً في الأسبوع على الأقل.
** تذوق حلاوة الذكر، وارتع في "رياض الجنة" على الأرض، ولا تنسَ المأثورات صباحًا ومساءً، وأذكار اليوم والليلة، وذكر الله على كل حال.
** ولا تنسوا الدعاء لكم ولإخوانكم المعتقلين والثوار في الميادين وقادة الدعوة أجمعين ..

اللهم تقبل منا وتب علينا وبلغنا رمضان على خير حال .. واجعل رمضان هذا العام شهر نصر وعز وتمكين للإسلام والمسلمين .. وفرج الكرب عن أبنائنا وإخواننا المعتقلين في سجون الظالمين .. اللهم وحد صفنا واجمع كلمتنا ورشد قيادتنا وانزع الحقد والحسد من بيننا .. اللهم انتقم من الظالمين المجرمين واجعل لنا خلاصاً منهم ياقوي يا متين .. اللهم أنزل بهم عاجل نقمتك وسيف انتقامك وشديد بطشك وبأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين ..

الاثنين، ٢٨ مارس ٢٠١٦

في ذكرى التأسيس :


** بعد تخرج الشاب حسن البنا تم تعيينه مدرساً بمدينة الإسماعيلية في شهر سبتمبر من عام 1927 .. ثم في مارس 1928 استطاع أن يؤسس جماعة الإخوان المسلمين .. أي بعد 6 أشهر فقط من وصو له المدينة مغترباً ..

** كيف صنع ذلك في 6 أشهر فقط ؟ ما المقومات التي ساعدته على النجاح ؟ ما الاستراتيجية التي وضعها لذلك ؟ ما الآليات التي استخدمها لتحقيق ذلك ؟ ..

** وصل الإمام البنا واجتهد في البحث عن الرواحل المؤثرة وأماكن التأثير في المدينة .. وقام بحصرها وتصنيفها ووضع أولويات للعمل معها والاستراتيجية المناسبة لكل منها .. ووجدها لا تخرج عن هذه الأربع :
1- المشائخ والعلماء
2- الطرق الصوفية
3- رجال القبائل
4- ثم أماكن تجمع الشباب والتي تمثلت في : ( نادي العمال - المقاهي )

** واعتمد لكل واحد من هذه الأربع استراتيجية تليق به واستمر على ذلك 6 أشهر
حتى أصبح له درسان ثابتان بالنادي و3 دروس بالمقاهي إسبوعياً .. يلتقي فيها بأهل الإسماعيلية بشكل دوري .. ينقل إليهم فكرته ودعوته وفهمه الصحيح للإسلام ..
حتى جاءه 6 نفر ممن كانوا يستمعون إليه في دروس المقاهي وقد تأثروا به وبفكرته .. وطالبوه بالعمل للإسلام والبيعة على ذلك ..

** وهكذا كانت البداية .. ثمرة جهد وعمل دائب وحركة وإيجابية وهمة عالية وثقة بالنفس وتحدي الصعاب والمعوقات ووضع الاستراتيجيات واتخاذ الوسائل المناسبة وإن كانت غير تقليدية والصبر والتأني وعدم استعجال الثمرة والحكمة والتدرج في الخطوات ومراعاة واجب الوقت وتقدير أهل السبق وعدم الدخول في صدام غير مناسب .. 

السبت، ٢٦ مارس ٢٠١٦

في ذكرى التأسيس : 


** لقد اختار الإمام البنا رحمه الله أن يسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام بأن جعل حياته وقفًا لله تعالى وسيرًا على منهجه وشريعته وتبليغًا لدعوته وإعادة لخلافته في الأرض وتجديدًا لدينه في نفوس الناس ونهضةً بأمته من حياة التبعية للشرق أو الغرب إلى الاستقامة على الدين لتحقيق أستاذية العالم، فحمل على كاهله مسئولية إحياء الأمة من مواتها وهدايتها من ضلالها، ونشأ الإمامُ وبداخله هذه الفكرة، وسيطرت عليه ونمت وكبرت بداخله، كتبها في موضوع الإنشاء عند تخرجه فقال: "وأعتقد أنَّ خير النفوس تلك النفوس الطيبة التي ترى سعادتها في سعادة الناس وإرشادهم، وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحًا وغنيمة" وكررها وهو يتحدث عن أمنيته: "أنْ أكون مرشدًا معلمًا إذا قضيتُ في تعليم الأبناءِ سحابةَ النهار ومعظم العامِ قضيتُ ليلي في تعليم الآباءِ هدفَ دينهم".


** هكذا اختار ومنذ نعومة أظفاره أن يكون شغوفًا بدعوته حريصًا عليها ساعيًا لنشرها بين الناس، ففي طفولته اشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، فأنشأ مع زملائه بالمدرسة بالبحيرة (جمعية الأخلاق الدينية)، وبعدها (جمعية منع المحرمات) و(دعاة الصباح) و(الإخوان الحصافية) وفي القاهرة أثناء دراسته الجامعية اعتمد أسلوب الدعوة عبر المقاهي، وكذلك في الإسماعيلية بعد تخرجه، حتى أسس جماعة الإخوان المسلمين وانطلق يجوب مصر وطاف بدعوته القرى والنجوع وخاطب بها الأمم والشعوب وراسل بها السلاطين والأمراء والملوك فقدم لهم الإسلام بشموليته وفهمه الوسطي المعتدل " الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا".

** فكان يعمل أكثر من عشرين ساعة لا يتعب ولا يجهد ولا ينام إلا قليلا، كان يسعي ويطوف ويذهب إلي كل قرية وكل نجع يفتش عن الشباب، ويحدث الشيوخ ويتصل بالعظماء والعلماء، فالتف حوله شباب الأمة ورجالها ونساؤها حتى بلغ أتباعه قرابة النصف مليون بعدما زار أكثر من 4000 قرية وأسس أكثر من 2000 شعبة لجماعته في كل ربوع مصر، إضافةً إلى 50 شعبة بالسودان و18 شعبة بدول العالم، وتقاطرت علي بيته الذي ينزل فيه وفود المسلمين من إندونيسيا وسيلان والهند ومدغشقر ونيجيريا والكاميرون وإيران والأفغان تتعرف عليه، وحارب الإباحية ووقف أمام حملات التنصير وواجه الأحزاب وجابه الأنظمة الفاسدة وخاض الانتخابات مرتين وجاهد المحتل البريطاني وعصابات اليهود، كل ذلك في فترة زمنية من العمر لا تزيد عن 20 عامًا؛ مما جعل حياته تتمثل دعوة ابن سينا: "اللهم ارزقني الحياة العريضة".

هكذا كانت صناعته للحياة وفق منهج دعوته القائم على أهداف محددة تبدأ ببناء الفرد المسلم فالبيت المسلم فالمجتمع المسلم فالحكومة الإسلامية فالدولة فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة فأستاذية العالم، تلك الأهداف التي كان يقول غيره عنها أنها أضغاث أحلام.. فكم من نفوس ضالة أرشدها .. ومن عقول جاهلة بصرها .. ومن لبس في الفهم أزاله .. ومن مفاهيم غائبة أوجدها .. ومن معان ميتة أحياها.