الأحد، ٦ مارس ٢٠١١

روحة بلا رجعة


بقلم الأستاذ الشاعر أديب القادري

قســـما بمن أجرى بمصر النيــلا لن أســتكيـن ولـن أعـيــش ذليـــــلا
لن أتــرك البـاغي يـواصل بـغيــه في أرض مصر وإن صبرت طويلا
فالصبر يجمل في المصــائب كلها إلا عـلى الإذلال ليــس جـمـيــــــلا
مـن ثـلـث قرن وهو يحدو ركبنـا يـمشـــي بنــا قدما ويــرجع ميـــلا
مـن ثـلـث قرن قـاعـــد وكـأنـــه فرعــون عــاد من القرون الأولـى
مـن ثـلـث قرن وهو يـجثم فوقـنـا لا ينتـــوي عن عـــرش مصر نزولا
قــد عـدل الدســتـور وفق مزاجـه ومــتى يشــــاء يعــــدل التعــديلا
وعلى هوى من سوف يورث بعده قـــــد فصـــلت أحكامــه تفصــــيلا
إنــي ســئمت من الفســاد وأهلـه وكرهـــت الاستخفـــاف والتضليــلا
وكتمـت آلامـي ولـم أجـهـر بــهـا وغضضت من طرفي وصبري عيلا
لـم يغضب الشعب المصابر وحده بــل أغضـــب القـــران والإنجيـــلا
ومـع اليهــود أقـر عقـدا باطـــلا لا عــدل فيه ولا الشهـــود عـــدولا
ثــم انـثنــى لحصار غـزة بعدهــا ليـكون حــارس أمــن إســـرائيلا

قســـما بمــن بعــث النبـي محمدا للعــالميــــن معلمــــا ورســــولا
لا أرضيــنّ بغيــر قـلــع نظامه أو أقبـلــنّ عــــن الرحيـــل بديـــلا
أيـكون في أرض الكنـانـة جائــع والله أجــــرى فــي ربــــاها النيــلا ؟!
أولــم تكـن مرجا خصيبا مربعـا وقـطـوفـهــا قــــد ذلـلـــت تـذليـــلا ؟!
أولــم تكـن سـندا وغيثـا هاميــا عـنــد البــلاء وخيــــرها مبــــذولا؟
أولــم تكـد أرض الكنـانة للعـــلا جيــــلا من الأحـرار يخلف جيـــــلا؟
كانــت وما زالــت لديــن محمـد ســـهم الجهاد وســـيفه المســــلـولا
إنــــي أرى فرعــون في آنامـه قــــد جــاوز المنقـــول والمعقــــولا
والله أوجـــب
دفعـــه وجـــهاده فـلـــذا اتــخذت إلــى الجهاــد سـبيـلا
وشــحذت عزمي لاجتثاث جذوره فـــــي جـــولــة لا تقبـــل التأجيــــلا
ومعــي رجــال مؤمنـون ونســـوة مـــذ آمنــــوا ما بدلـــوا تبديــــلا
ومعــا كتبنـــا للطغــــاة عبـــارة فيهــــــا الغنـــى عن كل ما قد قيلا
فرعــون راح ولــن يعود لأنـــه إن عــــاد عــــاد لقبــره محمــولا

يا شعب مصر لقد شفيت صدورنا كم كنــت معطاء وكنت أصيــــــلا
القدس والأقصى الشريف تهلــــلا وتبـــادلا التكبيــــر والتهليــــــلا
ودمـوع غزة قد جـرت فرحا بكــم حتــــى روت من دمعــها المنديلا
واســـتيقنت أن الحصــار زمانــــه قـــــد طال حتى لم يعد مقبـــــولا

يــــا بـاعث الأمجاد في أم الدّنـــــا قـم للكنانــــــة وفّــهــا التبجيــلا
أرجـع إلى الوجه الوضـيء صفـاءه وأعد إلى الطرف الكحيل الميــلا
واطبـــع على خـــد الحبيبـة قبلــة وعـلــــــى يـدها أكثـر التقبيــــلا
واغـــزل لها نــور الصـباح عباءة واجمــع لهـــا من غارهـا إكليـــلا

ليست هناك تعليقات: