الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد؛
فها نحن- شعبنا المصري الكريم- على بُعد ساعاتٍ من الثامن والعشرين من نوفمبر، الذي نرجو أن يكون مناسبة وطنية للإصلاح في مصرنا العزيزة من خلال التحرك الشعبي الإيجابي لدعم مرشحي الإصلاح من الإخوان المسلمين والقوى الوطنية الحرة الحريصة على النهوض بهذا الوطن الغالي وحمايته من عبث المفسدين، ويرى الجميع كيف يستغل النظام المستبد جهاز الأمن الوطني في الاعتداء على الأحرار الشرفاء وحماية البلطجية الذين يثيرون الفتن في الأمة، بدلاً من قيام هذا الجهاز الوطني بحماية الوطن والمواطنين، وضمان إجراء انتخابات نزيهة تُعبِّر عن إرادة الشعب المصري بحق وصدق.
ومع كل المعوقات التي يضعها النظام أمام تحقيق انتخابات حرة ونزيهة؛ فالإخوان ثابتون على مبادئهم، ماضون في طريقهم لخدمة هذا الشعب الكريم لكل وسائل النضال الدستوري والسلمي البعيدة تمامًا عن ممارسة كل أشكال العنف، واثقين من أن التوفيق من عند الله، ومضحين براحتهم في سبيل سعادة أمتهم ووطنهم، بلا يأس ولا إحباط، مستمدين من الله العون والتوفيق، ومن الشعب الكريم الذي يؤازرهم الثبات والتأييد، قائلين لكلِّ مَن يدعوهم للتخاذل أو يتوقع منهم التراجع أمام البطش الحكومي ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (الأعراف: من الآية 164).
يحصل ذلك كله في مصر في الوقت الذي يسابق الصهاينة فيه الزمن لتثبيت الاحتلال البغيض لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال: من الآية 30).
ولهذا فإني أدعو كل الإخوان المسلمين والشعب المصري إلى الثبات في هذا الميدان الذي ارتضيناه سبيلاً وحيدًا للإصلاح السلمي الدستوري، وعدم الانجرار إلى أي استفزاز، والنشاط في دفع الأمة كلها في كل الدوائر نحو المشاركة الإيجابية في الانتخابات وحماية إرادتها الحرة بكل حرص ودأب، وإحياء الأمل في توفيق الله للمخلصين في تحقيق الإصلاح المنشود لهذا الوطن العزيز.
دعوة للصيام والقيام والدعاء:
وإضافةً إلى اتخاذ كافة الأسباب لذلك فإنني أدعو شعبنا في مصر، وفي العالم الإسلامي إلى صيام يوم غد الخميس اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتماسًا لنصرة الحق والإصلاح، وإلى زيادة التقرب إلى الله بالطاعات، وبخاصة صلاة الليل والدعاء بالأسحار بأن يكشف الله هذه الغمة عن الأمة، وأن يوفق المصلحين في مساعيهم لخدمة الأمة والوطن، وأن يكفي مصر الغالية والمصريين جميعًا شرَّ الفتنة، ويحميها من كيد شياطين الإنس والجن الذين لا يريدون بها خيرًا، وأن يحفظ أقصانا وإخواننا في فلسطين الحبيبة من كيد الصهاينة.
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه "لا يرد القضاء إلا الدعاء" وأن دعوة المظلوم مستجابة، وأيقن المخلصون من هذه الأمة أن دعاء السحر سهام القدر ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).. والله أكبر ولله الحمد.
أ.د. محمد بديع
المرشد العام لإخوان المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق