الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠٠٩

الله أكبر ولله الحمد
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله
يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد على جزيل عطائك وكثير نعمائك
اللهم لك الحمد على كل حال
اللهم لك الحمد على البلاء والنعماء
ونطق القضاء المصري النزيه كلمته وأكد حكم البراءة والإفراج الواجب النفاذ
بحق بعض قيادات الإخوان المسلمين الشرفاء ممن سموا بمجموعة ال 13
والله أسأل أن يتقبل صبرهم وجهادهم وتضحياتهم
وأن يعودوا إلى ديارهم وأهلهم وذويهم قبل أن تجف هذه الكلمات

الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٩

نويت الصلاة في رمضان


تهيئة
رمضان هو شهر النفحات الربانية والفيوضات الالهية التي تتنزل على عباده المؤمنين ، ولقد وقفت معك أخي الحبيب وقفة أولى مع الصيام ، ونقف هنا مع الصلاة ، ولعلك تدرك أخي الحبيب أن الصلاة التي شرعها الله سبحانه وتعالى هي الصلة التي تسري ما بين العبد ومولاه سبحانه وتعالى، وإذا بقيت هذه الصلة سارية بين العبد ومولاه وخالقه ، صلح أمره وصلح أمر الأمة إن كانت منضبطة بهذا الأمر، والعكس صحيح، و الله عز وجل حين دعانا في كتابه لم يدعنا إلى الصلاة بل إلى إقامتها، أي إلى تنفيذها على النهج الذي أمر الله سبحانه وتعالى من حيث الكيفية، ومن حيث الميقات، ومن حيث الخشوع واتمام قيامها وركوعها وسجودها ، وقد وردت آيات كثيرة تبين لنا منزلة الصلاة في الاسلام ، قال تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" و قوله " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " وقوله " وأقم الصلاة لذكري " وقوله " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " ، وتذكر معي أخي أن " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "

نويت الصلاة
إليك أخي الحبيب صور الصلاة التي نويتها في رمضان :
· نويت الصلاة في رمضان إيماناً واحتساباً .. إيماناً تصديقاً بفضلها، وبمشروعية العمل فيها‏ من القراءة، والدعاء، والابتهال، والخشوع، ونحوذلك‏، واحتساباً بمعنى خلوص النية، وصدق الطوية، فلا شك ولا تردد في قلبي ، ولا أريد من صلاتي وقيامي شيئاً من حطام الدنيا، ومدح الناس ولا ثناءهم علي ولا مراءتهم بها، إنما يريد أجره من الله تعالى، فهذا هو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ إيماناً واحتساباً‏.‏
· نويت الصلاة في رمضان .. صلاة تعني أن المسلم في لقاء مع الله تبارك وتعالى ، وأن الدخول فيها يعني الإقبال على الله عزوجل ، فمن أقبل أقبل الله عليه" إن الله يقبل على العبد في الصلاة ما لم يلتفت , فإذا صرف العبد وجهه انصرف الله عنه " ، وصلاة تجعلني حينما أقول "الله أكبر" أشعر بأن الله بجلاله وعظمته يقبل علي ، فأشعر بجسدي وقلبي يرتجفان لذنب أذنبته , خوفاً من الله الواحد القهار، وصلاة تجعلني مستجمعاً قلبي لما قاله الإمام الغزالي رحمه الله " استجمع قلبك في ثلاثة مواضع : عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت"
· نويت الصلاة في رمضان .. صلاة نستحضر فيها المعنى العظيم الذي يجسده الحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل " فأجد فيها أنسي ، ففيها مناجاة المولى سبحانه وتعالى "إن المصلي يُناجي ربه فلينظر بما يُناجيه" كما قال ابن القيم " إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله , وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله , وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله "
· نويت الصلاة في رمضان ..صلاة تؤدى بخشوع وخضوع وتدبر، لا حركات بلا روح ، احتراساً من مقولة أبي هريرة " إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل له : كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها " وصلاة تحقق ما قاله ابن القيم "يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها ويجد فيها من اللذة والراحة أضعاف ما كان يجده في لذة اللهو واللعب، ونيل الشهوات " صلاة تعطي المؤمن شحنة اليقين والإيمان، وتأخذه من دنياه للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى خمس مرات في اليوم و الليلة
· نويت الصلاة في رمضان .. صلاة أقوم إليها متى سمعت النداء لأداء الصلوات الخمس في جماعة وفي المسجد وفي الصف الأول مع إدراك التكبيرة خلف الإمام حتى أكون من المحافظين على الصلاة بحقها ، محققاً قوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانين ".
· نويت الصلاة في رمضان .. صلاة تمتثل لقوله تعالى " ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه "، وذلك بالمحافظة على السنن الراتبة ( 12 ركعة ) والتي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم محافظته عليها بشكل راتب يومي ، وهي ركعتان قبل الفجر ، وأربع قبل الظهر وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء
· نويت الصلاة في رمضان .. بأداء السنن شبه المؤكدة ، الوتر ( 3 ركعات ) الضحى ( ركعتان على الأقل ) فعن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال " أوصاني خليلي بصيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد " ، وبأداء سنة العصر (4 ركعات ) لقوله صلى الله عليه وسلم " رحم الله رجلا صلى قبل العصر أربعا" وبالمحافظة على السنن التي لها سبب ، كسنة الوضوء : يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؟ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة ، قال بلال:ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي"، وسنة دخول المسجد ، وسنة ما بعد الأذان كما أخبرنا الحبيب " بين كل آذانين ركعتا صلاة لمن شاء " ... وغير ذلك من السنن
· نويت الصلاة في رمضان .. بالإكثار من السجود فعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضى الله عنه قال : " كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي : سلنى ، فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : أوغير ذلك ، قلت : هو ذاك ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود " ولما رواه الامام مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة ، فقال : عليك بكثرة السجود ، فانك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة "
· نويت الصلاة في رمضان .. صلاة تشبه صلاة حذيفة خلف رسول الله حيث قال : " صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... " فلن أسأم ولن أمل من تلك الصلاة حتى يقبلني ربي مستشعراً مقولة ابن القيم" لا تسأم من الوقوف على باب ربك ولو طردت .. فإذا فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين".
· نويت صلاة التراويح في رمضان .. صلاةً أحافظ فيها على الجماعة والصف الأول وعلى ورد الاستماع إلى القرآن . وفي مسجد يصلي بجزء كل ليلة، حتى أحقق ختم القرآن خلف الإمام مستمعاً ،
· نويت قيام الليل في رمضان غير صلاة التراويح ، مستشعراً قول الحبيب " فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى,ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد " وقوله " واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل " ، وسأقوم من الليل مستشعراً قول الإمام أحمد "لا ينبغي لطالب علم وحديث أن يكون ممن لا يقوم الليل" وكذلك قول الحسن البصري " لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل " وسأجاهد نفسي في ذلك مستشعراً قول الحافظ ابن رجب " واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب " ولأن جوف الليل أحب إلى الله,وأقرب إلى رحماته وأبعث على حضور القلب وأبعد عن الاشتغال وأدنى من الاخلاص وأدعى لجمع الهم على الله فضلاً عن نزول الرب سبحانه الى السماء الدنيا فيه ليجيب دعا المضطر في الظلم، ويكشف البلوى عمن ناجاه في السحر، وقد كان السلف يبكون عند موتهم على فقدان " ظمأ الهواجر وقيام الليل".
· نويت صلاة الفجر في رمضان .. صلاة أتذوق فيها حلاوة صلاة الفجر ، فما صلى أحد الفجر إلا وقد شعر وتذوق من هذه الحلاوة التي قال الله عز وجل فيها" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "، أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار وقيل انه القرآن الذي يصلى به في صلاة الفجر، وقد سئل الإمام الشهيد متى يأتي التمكين ؟ قال " إذا صلى كل الإخوان الفجر يأتي التمكين "
· نويت الصلاة في رمضان .. مقتدياً بحاتم الأصم حينما سئل: كيف تخشع في صلاتك؟ قال" بأن أقوم فأكبر للصلاة، وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي, والجنة عن يميني والنار عن شمالي, وملك الموت ورائي, وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا" وسأجاهد نفسي لحملها على الصلاة بروح وحضور قلب مستشعراً تجربة ثابت البناني" كابدتُ الصلاة عشرين سنة ، وتنعَّمت بها عشرين سنة " وكما قال أحد السلف " ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك"


فلا تنسَ أخي الحبيب استحضار القلب والخشوع التام وقت الصلاة وتأمل حال سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل و يتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتُها ، و كان بعض السلف إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته، ولا تنسَ المناجاة والدعاء أثناء السجود فإنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .

هكذا نويت الصلاة في رمضان ، فهل تنوي معي أخي الكريم؟ أن نصلي رمضان هذا العام بهذه الكيفية ، وأن نجعل قيام رمضان هذا العام مختلفا عن سابقه، ولنا وقفة أخرى بإذن الله مع تلاوة القرآن في رمضان .

"اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلاً ".

الاثنين، ١٧ أغسطس ٢٠٠٩



جاءتني رسالة من ابنتي الأخرى
تصف لي ما حدث في يوم تجهيز فرش عرس ابنتي(التنجيد)
وما انتاب أهلي وأقاربي من مشاعر تجاه غيابي القهري عنهم
فكان حديث العبرات والمشاعر ووجدتني مشدوداً بما جرى
فتركت المجال لمشاعري وخواطري تبث رسائل إلى أهلي وأحبتي
فكانت هذه الرسائل :

إلى رفيقة الدرب ( زوجتي العزيزة) :
كفكفي عنك دموعك
فهي ضريبة الانتماء لدعوة الإباء
وهي صفحة التضحيات العزيزة لهذه الدعوة الرشيدة
فلن أحيد عن دربي وعما اختار لي ربي
فنصر الله آت عما قريب
فاصبري واحتسبي تنالين الأجر مضاعفاً بإذن الله
وأحسبك من الصابرات الصامدات المحتسبات


إلى شقيقة القلب ( أختي الكبرى)
كفكفي عنك دموعك
ولا تخجلي فإن أخاك لم يكن سارق أرصدة البنوك
ولا قاتل ركاب سفينة
بل هو صاحب دعوة ورسالة
يحمل الخير لأمته ومجتمعه وبلده والناس أجمعين

إلى أمي الثانية (خالتي الحبيبة) :
كفكفي عنك دموعك
فلست بحاجة إلى فقدان أمي الثانية
ولتفخري بولدك أن سلك سبيل ربه


إلى ابنتي الغالية :
كفكفي عنك دموعك
ولتملأ الفرحة قلبك وروحك ووجدانك
ولا تنسي الأنشودة المحببة
أنا رافع رأسي الليلة بيكي
وفخور بالطرحة اللي عليكي

إلى أحباب قلبي (أبنائي الثلاثة) :
كفكفوا عنكم دموعكم
فقد كنتم رجالاً ولم ترهبكم قوى البطش والجبروت
فالتزموا السير على الدرب ولا تتوانوا
فهو درب الفوز والنجاة والسلامة في الدنيا والآخرة


إلى النظام الظالم وزبانيته :
لن تسرقوا دمنا ولا حلم السنابل
لن تحبسوا أفكارنا ولا نور المشاعل
أولادنا كبروا لا ترهبهم أصوات القنابل
ونساؤنا ثبت راسخات في مواجهة الزلازل
ستظل دعوتنا الأبية رغم المحن الضروس تناضل
فزحفنا هادر هادر

الأحد، ١٦ أغسطس ٢٠٠٩

لا تحزني يا بنيتي


اللهم أنت الملك القادر القوى القاهر الناصر
ذو البطش الشديد الفعال لما يريد
إلهى عباد من عبادك ( زبانية أمن الدولة ) قد بغوا على وتجبروا

وحالوا بيني وبين أهلي وأولادي ظلما وعدوانا
وحالوا بيني وبين ابنتي في يوم فرحها بتنجيد فرش بيتها
وانت الحكم العدل وقد خاصمتهم اليك وتوكلت فى كشف مظلمتى عليك فانزل عليهم يارب بلاءً يعجز عن دفعه أهل السماوات والارضين حتى يعرفوا قدر نعمتك عليهم وعافيتك لهم وارسخ على هامتهم رسوخ سجيل على اصحاب الفيل واقصمهم ودمرهم ونكسهم وخذهم اخذ عزيز مقتدر

ولا تحزني يا بنيتي فإن فرج الله آت لا محالة وهو قريب
وسيرفع الله هذا الهم والغم والكرب عن بلدنا الحبيب وعن دعوتنا وعن إخواننا
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
وحسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين

الأربعاء، ١٢ أغسطس ٢٠٠٩

نويت الصيام في رمضان


مقدمة
اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ، هي أيام معدودات تمضي أسرع من البرق، أيام نكون فيها على موعد مع طاعة الله في شهر القرآن" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه "، فهل نويت صوم رمضان هذا العام ؟ وهل نويت صيام الشهر كله ؟ وهل عقدت العزم على ذلك؟ سؤال يعتقد الجميع أنه بسيط وأن إجابته بسيطة أيضا، وربما يتعجب البعض من كيفية وصيغة السؤال، ولكني أحببت أن أقف وقفات تربوية من زاوية مختلفة ، وأحب أن تقف أخي المسلم معي تلك الوقفات التربوية حول نية صيام شهر رمضان ، فافتح قلبك وعقلك لتلك الوقفات ، واستحضر ما قاله ابن القيم عن صيام رمضان " فهو لجام المتَّقين، وجُنَّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين من بين سائرالأعمال، فإنَّ الصائم لا يفعل شيئاً، وإنَّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذّذاتها إيثاراً لمحبَّة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه لا يطَّلع عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأمَّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمر لا يطَّلع عليه بشر، وذلك حقيقة الصوم"

من هنا نبدأ :
هي وقفة قبل البدء نريد أن نستشعر ما أراده الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ولذلك فإن نقطة البدء حددها لنا صلى الله عليه وسلم وهو يضع أهم قاعدة يقوم عليها عمل المسلم بقوله "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذه هي نقطة الانطلاق في حياة المسلم ، فهو لا يؤدي عملاً دنيوياً كان أم أخروياً من قول أو فعل أو جهاد إلا وهو يقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، لا ينتظر محمدة من الناس ولا ثناءً منهم عليه، ولا يخاف لومهم وذمهم وعتابهم له، بل يريد الله والجنة، ومن أجل ذلك كانت نية المؤمن خير من عمله، ويبلغ العبد بنيته ما لا يبلغه بعمله، ونية الخير باقية أبداً لا تتوقف وإن توقف العمل، وقاصد الخير يثاب بنيته و إن لم يصب المراد، والنيات تحول العادات إلى عبادات " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" .

ماذا أنت فاعل :
لقد أقبل علينا شهر التوبة والرحمة، شهرالإحسان والزهد ، شهرالخيرات والبركات، ترى ماذا أنت فاعل في رمضان؟ أتكون من المقبلين التائبين ؟ أتكون من الطائعين الخاشعين ؟ أتكون من الذاكرين الله آناء الليل وأطراف النهار والمستغفرين بالأسحار؟ أتكون من القائمين بالليل والناس نيام؟ أتكون من الزاهدين قاطعي النفس عن التلذذ بالمشتهيات ؟ أم تكون من القانعين بعملهم؟ أم تكون من المكتفين بصيام العوام ؟ أم تكون من السالكين درب الدعة والراحة في شهر الجد؟ وحبيبك يقول : "لا يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" ، فلا منتهى لفعل المؤمن في الطاعة والعبادة لله و لامنتهى لطمعه في الخير حتى ينال حب الله وفي الحديث القدسي خير حافز " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".

معذرة ولكن :
يتساءل الكثير من المسلمين لماذا يدخل رمضان ويخرج ولا تتحقق فيه التقوى المذكورة في قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، ونجد البعض الآخر من يشكو أن قلبه لا يخشع في مجالس الذكر ، ولا يبكي لما يبكي له غيره، بالرغم من أنهم صاموا الشهر كله وأنهم توقفوا عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب، إنه حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، من أجل ذلك نقول لكل مسلم معذرة أخي الحبيب عد فصم فإنك لم تصم كما ينبغي ، فأحسن إلى نفسك بإحسان الصيام وإتقانه ، فجدد أخي صيامك وأعده من جديد وفق ما أراد الله وشرع لنا، فهل نويت الصيام؟ أم تنوي معي الآن نية الصيام كما يحب ربنا ويرضى .

أي صيام :
نعم نويت الصيام لكن أي صيام ؟ الغالبية منا يركزون في صيامهم على تحقق ركن الصيام الأساسي من الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب ، وهذا ما تعارف عليه المسلمون ويحافظون عليه ،وفيه قال ميمون بن مهران "إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب" وقد يرتقي المسلم في صيامه فيضف إلى ما سبق أن يمتنع عن معصية الله عز وجل طوال اليوم بما يحقق له التقوى المنشودة" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ، أريدك أخي الحبيب أن تشاركني فيما أردته من صومي ، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يحقق منزلة التقوى، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يجلب لي رحمة الله ومغفرته وعتقه من النيران ، لقد نويت الصيام في رمضان صياما يرتقي بصاحبه في درجات الجنان، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يمنع صاحبه من الوقوع في معاصي الله مساءً وصباحا، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يخرجني شخصاً آخر بعد رمضان ، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يقترب بي من صوم خصوص الخصوص بأن يصوم القلب عما سوى الله عز وجل فلا يفكر إلا في الله ولا يتعلق قلبه إلا بالله، هذا هو الصوم الذي نويت صيامه في رمضان ، يقول الشاعر :
أهل الخصوص من الصوام صومهم *** صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون وأهل الأنس صومهم *** صون القلوب عن الأغيار والحجب

نويت الصيام :
إليك أخي الحبيب صور الصيام الذي نويته في رمضان :
· نويت الصيام في رمضان إيماناً واحتساباً، إيماناً بوجوبه، واحتساباً واستشعاراً بالأجر عند الله انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم 00 "الغيبة تفسد الصوم" ولن أقع في السخرية أو اللمز والغمز أو التنابز بالألقاب" لقوله تعالى "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب"، ولن أقع في لعنة الناس لقوله صلى الله عليه وسلم " "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وسأجعل الصوم حاكما على لساني وحابساً له حتى لا يكون سبباً في المؤاخذة بين يدي الله ، متذكرا قول الحبيب " وهل يكب الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم"
· نويت الصيام في رمضان .. فلن أسمح لأذني أن تصول وتجول في كل ميدان تتسمع فيه ما يغضب الله ، بل هو كفّ السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حرُم قوله حرُم الإصغاء إليه؛ لقوله تعالى " وفيكم سماعون لهم" ، ولقوله " فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" ، قال الحارث المحاسبي : " وليس من جارحة أشد ضررا على العبد بعد لسانه من سمعه ، لأنه أسرع رسول إلى القلب ، وأقرب وقوعا في الفتنة "ولن أسمح لأذني أن تتسمع لكل ما هو حرام من أغانٍ ومجونٍ وفحش قول، وغيبة ونميمة ، امتثالا لوصية عمرو بن عتبة "نزِّه سمعك عن استماع الخنا كما تنزِّه لسانك عن الكلام به ، فإن السامع شريك القائل" ، وقد أجمع علماء القلوب أن طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب ، وإن حب الغناء وترديده والتعلق به يصرف عن العبد أنوار القرآن وحلاوة الذكر ، قال عبد الله بن مسعود " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل "
· نويت الصيام في رمضان .. فلن أبالغ في الاستماع للأناشيد والكلمات التي لا فحش فيها ولا سوء ؛ لأن التجاوز فيها عن الحد والترنم بها في الخلوات بديلا عن الترنم بآيات القرآن أدَّت عكس المطلوب منها وأضرت بصاحبها ،
· نويت الصيام في رمضان .. فلن أطلق العنان لبصري صباحاً أو مساءً ، بل سأكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يُذم ويُكرَه، وإلى كل ما يشغل القلب، ويلهي عن ذكر الله عزوجل ، مستشعراً قال الحبيب صلى الله عليه وسلم "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركها خوفًا من الله آتاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه"
· نويت الصيام في رمضان .. بأن أجعل سيري ومشيي لله ، إما في حاجة مسلم لقوله « ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام » ، وإما في عيادة مسلم لقوله « إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة " ، وإما في اتباع جنازة لقوله « من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان ، والقيراط مثل أحد » ، وإما إلى مسجد للصلاة لقوله « أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى » وقوله « من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة » وإما زيارة أخ في الله « زار رجل أخا له في قرية ، فأرصد الله له ملكا على مدرجته ، فقال : أين تريد؟ قال : أخا لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تربها؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله. قال : فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته » ـ وإما في دعوة الخلق وهداية الناس لقوله " من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من علم بها إلى يوم القيامة "، وإما جهاداً ودعوة في سبيل الله لقوله « ما اغبرَّت قدما عبد في سبيل الله إلا حرَّم الله عليه النار »، وإما سعياً في طلب الرزق" إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلال‏" وإما سعياً في طلب العلم لقوله ط من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع" .
· نويت الصيام في رمضان .. بأن أجعل يدي يداً عليا ، تعمل الصالحات وتحرث الخير، أو ترحم وتعطف وتحنو لقوله «وامسح رأس اليتيم »، أو تعمل في الكسب لقوله « أطيب الكسب عمل الرجل بيده »، أو تكتب خيراً للناس، أو تتصدق بصدقة، أو ترفع للإسلام راية ، أو تميط الأذى عن الطريق ، أو تصافح المؤمنين لتتناثر الذنوب مع المصافحة لقوله « إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلَّم عليه وأخذ بيده فصافحه ؛ تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر » وألا أجعلها يداً سفلى تعبث في المعاصي، أو تخط حرفاً في حرام أو تكتب ما يغضب الله في صحيفة أو عبر النت، أو تحرك شهوة، أو تقدم رشوة ، أو ترفع سلاحاً على مسلم أو أن تبطش به ظلماً وجوراً، أو تعين على معصية، أو أن تزني لقوله : « واليد زناها اللمس » وقوله « واليد زناها البطش »، أم أن تمس امرأة أجنبية .
· نويت الصيام في رمضان .. فلا شهوة للبطن في رمضان ، فلن أكثر من الطعام وإن كان حلالاً، ولن أملأ جوفي منه ، بل صيام بلا سرف في طعام وشراب لقول الفاروق عمر" إياكم والبطنة في الطعام والشراب ؛ فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ؛ فإنه أصلح للجسد ، وأبعد من السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه" .
· نويت الصيام في رمضان .. بكف كل الجوارج عن الآثام سواء الأذن أو العين أو اللسان أو اليد أو الرجل أو البطن أو غير ذلك ، والكف لها عن الشهوات والشبهات على السواء، ، وسأسعى لكسر الشهوة بالليل كما كسرتها بالنهار، ولله در جابر حين قال" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"، لله در الحكيم " مثل القلب مثل بيت له ستة أبواب ، فاحذر أن يدخل عليك من أحد الأبواب شيء، فيفسد عليك البيت، فالقلب هو البيت، والأبواب : اللسان، والبصر، والسمع، والشم، واليدان، والرجلان، فمتى انفتح باب من هذه الأبواب بغير علم ضاع البيت "، فمن جمع بين صوم البطن والفرج والجوارح فقد فاز وسبق غيره من الصائمين، وإلا فما أرخص الصوم الزائف

إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غضُّ وفي منطقي صمت
فحظي إذاَ من صومي الجوع والظمأ وإن قلت أني صمت يومي فما صمتُ

هكذا نويت الصيام في رمضان ، فهل تنوي معي أخي الكريم؟ أن نصوم رمضان هذا العام بهذه الكيفية ، وأن نجعل صيام رمضان هذا العام مختلفا عن سابقه، ولنا وقفة أخرى بإذن الله مع الصلاة والقيام في رمضان ، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلاً .

السبت، ٨ أغسطس ٢٠٠٩

يا صاحب الإبراهيميات اشتقت إليكم




علمتنا الدعوة ألا نرتبط بأشخاص وألا نذكر أشخاصها بالمدح والثناء وبخاصة الأحياء خشية الفتنة، "فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة" كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ، ولكنني اليوم وبعد صلاة الفجر قمت لأعد بعض الموضوعات عن رمضان ، فتذكرت صاحب الإبراهيميات المعتقل ضمن مجموعة ال 13 الأخيرة، ذلك المربي الذي كان يفيض علينا من علمه حتى سمينا ما يلقيه علينا بالإبراهيميات نسبة إلى إسمه ، تذكرته ووجدت القلب والعين يجبراني بالتوقف عن الكتابة حول رمضان ، فالتقطت أنفاسي بعد سكون تام ، ومسحت الدمعة عن عيني ووجدت نفسي محاصراً بصورة أستاذي ومعلمي ، فأمسكت القلم وتركت لقلبي أن يعبر عما جال به تجاه أستاذنا ، وإن كنت لا أستطيع أن أعبر بقلمي عما يجول بقلبي وخاطري في هذه الأثناء عن ذلك الرجل ولا أن أوفيه حقه.

إنه رجل ربما لا يعرفه الكثير فهو من المغمورين في دعوتهم ، لا يبحث عن مكان ولا عن شهرة ولا إعلام ، حيثما وضعته الدعوة قبل ، لا يبخل على دعوته بشئ مما يملك من ماله ووقته وبيته ونفسه وجهده وفكره وعلمه ومكانته الاجتماعية ، كل شئ عنده قابل للتضحية به في سبيل دعوته ، لا تكفيه الصفحات لتعبر عن شخصيته ، نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله ، ولكن من حقه علينا أن نعرض صفحة من سفر حياته وأدب تعامله وحسن تربيته ، فله فضل كبير علي وعلى الكثير غيري من أبناء هذه الدعوة، تذكرته ودعوت الله له أن يفرج عنه كربه ويخرجه من محنته هو وإخوانه .

إنه رجل اذا ذكرته ذكرت الثقة في الله واليقين فيما عند الله ، يعطيك من حلاوة منطقه ما يقوي تلك الثقة في نفسك، ويزيل ما بك من خوف في حاضر أو قلق على مستقبل، ويربط على قلبك ويقوي إيمانك بالله ، تعلمنا منه الثبات في كل المواقف والثقة في الله واللجوء إليه في الشدة والرخاء ، مجالسه لا تخلو من التذكير الدائم بالله ويعطيك بعضا من خواطره القرآنية التي لا تجدها في كتب فتنساب في قلبك محبة الله والرضا به سبحانه واليقين فيما عنده ، تلمح فيه الربانية في أبسط صورها ، إذا دخل في صلاته تراه خاشعاً وكأنه لا يعرف من حوله، وهو الذاكر الله في كل وقت وعلى كل حال، لسانه لا يفتر من ذكر الله

إنه رجل يجسد الأدب والذوق الرفعين في أعلى مستوياتهما ، الابتسامة لا تفارق محياه ، من يراه لأول مرة يظن أنه جاف المعاملة، وحينما تقترب منه أكثر تجده إنساناً قمة في التواضع رغم وضعه الاستقراطي ، كل من تعامل معه لا يملك إلا أن يحبه ، فهو القدوة في سلوكه وعمله ، يحمل الخير لكل الناس ، تزوره في مكتبه في مشروع العلاج، فتتعجب مما تجده ، لا يحتمل المرء ما يقوم به من أعمال الخير وتسهيل شئون الناس وقضاء حوائجهم بشكل فطري، خير من يجسد قول الحبيب صلى الله عليه وسلم " خير الناس أنفعهم للناس" لا يتكلم عن نفسه بل تحكي إنجازاته عنه،

إنه واحد من أساتذة الدعوة القلائل الذين يمتلكون الكثير من الخبرات في كافة المجالات ، فهو لا يشبع من طلب العلم حاصل على 3 رسائل ماجستير، رغم كبر سنه لا يجد مشقة أن يكون طالباً يتلقى العلم هنا أو هناك، لا تمر عليه سنة دون أن تكون هناك دراسة أخرى في علم جديد، يمتلك خبرات أكاديمية وعلمية وعملية وقيادية وتربوية ، فهو قائد رباني وإداري محنك ومربٍ مخلص ، قمة في التخطيط والتنظيم والإدارة المصبوغة بالصبغة الربانية، لا تشبع من لمساته التربوية، لا تمل من إرشاداته الإدارية ونصائحه العملية، تشعر وأنت بجواره أنك في حاجة إليه دائما، تربت على يديه أجيال كثيرة من أبناء هذه الدعوة، زرع فينا حب الله ورسوله وحب دعوته ، كل من تربى على يديه يفخر في أي مكان يتواجد به فيقول لقد رباني د إبراهيم .

ليلة اعتقاله يحكي أهله عنه أنه فتح الباب للمجرمين وأدخلهم بأدبه الجم وحينما علم بما جاءوا من أجله ، تركهم يفتشون في البيت وذهب إلى الحمام فتوضا وشرع في الصلاة حتى انتهوا وهو ينتظرهم بجوار الباب في هدوء جميل وثبات رائع، ورغم اعتقالهم له وقيامهم على حراسته والتضييق عليه في سجنه، إلا انه هو الذي يقوم بعلاجهم هناك ويحرص على سلامتهم .

أستاذي الفاضل د إبراهيم اشتقت إليكم ، يارب أشهدك أني أحببته فيك، فاجمعني به في مستقر رحمتك إخواننا على سرر متقابلين، وفرج ما نزل به من كرب وهم وغم ، وخفف عنه وعن إخوانه الذين معه ، وأطلق سراحهم وأحسن خلاصهم وفك قيدهم وردهم إلينا وإلى أهليهم وإخوانهم سالمين غانمين مأجورين

الخميس، ٦ أغسطس ٢٠٠٩

اللهم أهله علينا باليمن والإيمان






اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ، هي أيام معدودات تمضي أسرع من البرق، أيام نكون فيها على موعد مع طاعة الله في شهر القرآن" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه "، فهل نويت صوم رمضان هذا العام ؟ وهل نويت صيام الشهر كله ؟ وهل عقدت العزم على ذلك؟ سؤال يعتقد الجميع أنه بسيط وأن إجابته بسيطة أيضا، وربما يتعجب البعض من كيفية وصيغة السؤال، ولكني أحببت أن أقف وقفات تربوية من زاوية مختلفة ، وأحب أن تقف أخي المسلم معي تلك الوقفات التربوية حول نية صيام شهر رمضان ، فافتح قلبك وعقلك لتلك الوقفات ، واستحضر ما قاله ابن القيم عن صيام رمضان " فهو لجام المتَّقين، وجُنَّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين من بين سائرالأعمال، فإنَّ الصائم لا يفعل شيئاً، وإنَّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذّذاتها إيثاراً لمحبَّة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه لا يطَّلع عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأمَّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمر لا يطَّلع عليه بشر، وذلك حقيقة الصوم"

بإذن الله تكون سلسلة مقالات هذا العام بعنوان :
"نويت في رمضان "

فانتظرونا
اللهم بلغنا رمضان




هذه أول تدوينة بعد أن عادت المدونة ..


حيث تم غلقها يومين بناء على شكوى كيدية ،


والله أكبر من كيد الكائدين


والله أكبر ولله الحمد




الاثنين، ٣ أغسطس ٢٠٠٩

حملة عشرة ملايين صائم وقائم


أوصت بعض قيادات الدعوة بالتحرك بهذه الحملة كخطوة من باب التذكير بشعار (ربانيتنا نعيد بها خلافتنا ) ، وتهدف الحملة إلى الوصول بمستهدف أن يقوم الليل لله ويصوم النهار عشرة ملايين مسلم في ربوع المعمورة في الأيام الثلاثة البيض (13-14-15) من شهر شعبان المبارك والذي ترفع فيه الأعمال إلى الله كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وبخاصة ونحن في هذه الأيام التي يتعرض فيها الصالحون والدعاة المخلصون والمجاهدون لحملات اعتقال وتضييق في عالمنا العربي والإسلامي ولما يتعرض له إخواننا المسلمون في فلسطين والعراق وتركستان الشرقية، عسى الله أن يفرج عن المسلمين في كل مكان

وتتمثل الحملة في إرسال رسالة sms أو عبر البريد الالكتروني إلى كافة من على التليفون المحمول لكل مسلم أو عناوين الايميلات التي لديه ، ومضمون الرسالة هو تلك الصيغة :

( قال تعالى " ففروا إلى الله " كم نحن في حاجة إلى ذلك ، فهلا تواصينا في الأيام البيض بالصيام والقيام مع الذكر والعمل الصالح في شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله ، ثم الدعاء بإلحاح أن يحقق رجاءنا ويكشف غمنا ويأتينا بالفرج الكبير، والدال على الخير كفاعله)

فإلى العمل أيها الإخوان .. وشمروا عن سواعد الجد بما يلي :
1- إرسال الرسالة عبر التليفون المحمول إلى ما لا يقل عن 20 فردا
2- إرسال الرسالة عبر الأيميل إلى أكبر عدد من الايميلات المدونة لديكم
3- فتح موضوع بالمنتديات والمدونات والفيس بوك عن الحملة على وجه السرعة
4- التحرك بها في الوسط المحيط بكل أخ ( عائلة - جيران – جامعة – عمل – مسجد - .... )
5- البدء بالنفس والأهل والأولاد في تطبيق ما في الرسالة من صيام وقيام وذكر ودعاء

كتب الله لنا ولكم أجر العمل الصالح وأجر الدعوة إليه