الاثنين، ٢٨ مارس ٢٠١٦

في ذكرى التأسيس :


** بعد تخرج الشاب حسن البنا تم تعيينه مدرساً بمدينة الإسماعيلية في شهر سبتمبر من عام 1927 .. ثم في مارس 1928 استطاع أن يؤسس جماعة الإخوان المسلمين .. أي بعد 6 أشهر فقط من وصو له المدينة مغترباً ..

** كيف صنع ذلك في 6 أشهر فقط ؟ ما المقومات التي ساعدته على النجاح ؟ ما الاستراتيجية التي وضعها لذلك ؟ ما الآليات التي استخدمها لتحقيق ذلك ؟ ..

** وصل الإمام البنا واجتهد في البحث عن الرواحل المؤثرة وأماكن التأثير في المدينة .. وقام بحصرها وتصنيفها ووضع أولويات للعمل معها والاستراتيجية المناسبة لكل منها .. ووجدها لا تخرج عن هذه الأربع :
1- المشائخ والعلماء
2- الطرق الصوفية
3- رجال القبائل
4- ثم أماكن تجمع الشباب والتي تمثلت في : ( نادي العمال - المقاهي )

** واعتمد لكل واحد من هذه الأربع استراتيجية تليق به واستمر على ذلك 6 أشهر
حتى أصبح له درسان ثابتان بالنادي و3 دروس بالمقاهي إسبوعياً .. يلتقي فيها بأهل الإسماعيلية بشكل دوري .. ينقل إليهم فكرته ودعوته وفهمه الصحيح للإسلام ..
حتى جاءه 6 نفر ممن كانوا يستمعون إليه في دروس المقاهي وقد تأثروا به وبفكرته .. وطالبوه بالعمل للإسلام والبيعة على ذلك ..

** وهكذا كانت البداية .. ثمرة جهد وعمل دائب وحركة وإيجابية وهمة عالية وثقة بالنفس وتحدي الصعاب والمعوقات ووضع الاستراتيجيات واتخاذ الوسائل المناسبة وإن كانت غير تقليدية والصبر والتأني وعدم استعجال الثمرة والحكمة والتدرج في الخطوات ومراعاة واجب الوقت وتقدير أهل السبق وعدم الدخول في صدام غير مناسب .. 

السبت، ٢٦ مارس ٢٠١٦

في ذكرى التأسيس : 


** لقد اختار الإمام البنا رحمه الله أن يسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام بأن جعل حياته وقفًا لله تعالى وسيرًا على منهجه وشريعته وتبليغًا لدعوته وإعادة لخلافته في الأرض وتجديدًا لدينه في نفوس الناس ونهضةً بأمته من حياة التبعية للشرق أو الغرب إلى الاستقامة على الدين لتحقيق أستاذية العالم، فحمل على كاهله مسئولية إحياء الأمة من مواتها وهدايتها من ضلالها، ونشأ الإمامُ وبداخله هذه الفكرة، وسيطرت عليه ونمت وكبرت بداخله، كتبها في موضوع الإنشاء عند تخرجه فقال: "وأعتقد أنَّ خير النفوس تلك النفوس الطيبة التي ترى سعادتها في سعادة الناس وإرشادهم، وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحًا وغنيمة" وكررها وهو يتحدث عن أمنيته: "أنْ أكون مرشدًا معلمًا إذا قضيتُ في تعليم الأبناءِ سحابةَ النهار ومعظم العامِ قضيتُ ليلي في تعليم الآباءِ هدفَ دينهم".


** هكذا اختار ومنذ نعومة أظفاره أن يكون شغوفًا بدعوته حريصًا عليها ساعيًا لنشرها بين الناس، ففي طفولته اشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، فأنشأ مع زملائه بالمدرسة بالبحيرة (جمعية الأخلاق الدينية)، وبعدها (جمعية منع المحرمات) و(دعاة الصباح) و(الإخوان الحصافية) وفي القاهرة أثناء دراسته الجامعية اعتمد أسلوب الدعوة عبر المقاهي، وكذلك في الإسماعيلية بعد تخرجه، حتى أسس جماعة الإخوان المسلمين وانطلق يجوب مصر وطاف بدعوته القرى والنجوع وخاطب بها الأمم والشعوب وراسل بها السلاطين والأمراء والملوك فقدم لهم الإسلام بشموليته وفهمه الوسطي المعتدل " الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا".

** فكان يعمل أكثر من عشرين ساعة لا يتعب ولا يجهد ولا ينام إلا قليلا، كان يسعي ويطوف ويذهب إلي كل قرية وكل نجع يفتش عن الشباب، ويحدث الشيوخ ويتصل بالعظماء والعلماء، فالتف حوله شباب الأمة ورجالها ونساؤها حتى بلغ أتباعه قرابة النصف مليون بعدما زار أكثر من 4000 قرية وأسس أكثر من 2000 شعبة لجماعته في كل ربوع مصر، إضافةً إلى 50 شعبة بالسودان و18 شعبة بدول العالم، وتقاطرت علي بيته الذي ينزل فيه وفود المسلمين من إندونيسيا وسيلان والهند ومدغشقر ونيجيريا والكاميرون وإيران والأفغان تتعرف عليه، وحارب الإباحية ووقف أمام حملات التنصير وواجه الأحزاب وجابه الأنظمة الفاسدة وخاض الانتخابات مرتين وجاهد المحتل البريطاني وعصابات اليهود، كل ذلك في فترة زمنية من العمر لا تزيد عن 20 عامًا؛ مما جعل حياته تتمثل دعوة ابن سينا: "اللهم ارزقني الحياة العريضة".

هكذا كانت صناعته للحياة وفق منهج دعوته القائم على أهداف محددة تبدأ ببناء الفرد المسلم فالبيت المسلم فالمجتمع المسلم فالحكومة الإسلامية فالدولة فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة فأستاذية العالم، تلك الأهداف التي كان يقول غيره عنها أنها أضغاث أحلام.. فكم من نفوس ضالة أرشدها .. ومن عقول جاهلة بصرها .. ومن لبس في الفهم أزاله .. ومن مفاهيم غائبة أوجدها .. ومن معان ميتة أحياها.